marco المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 614 نقاط : 1813 التقيم : 11 تاريخ التسجيل : 05/08/2010
| موضوع: الانبا كاراس السائح الأربعاء مارس 02, 2011 11:59 pm | |
| عاش الانبا كاراس في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس وكان شقيقاً للملك ثيئودسيوس الكبير وكان الانبا كاراس مملوء بالمعرفة الروحية وتمييز الخير عن الشر ومال الي حياة القداسة وعرف جيداً عن فساد العالم وسرعة زواله .
ونظراً لأنه تأمل في ضرورة فناء العالم وخلود الروح فقد قرر أن يترك المدينة الصاخبة والمليئة بالشر وفكر في قول رب المجد : ( أن اردت ان تكون كاملاً فأذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالى اتبعني ) .
قال ابينا القديس الانبا كاراس في نفسه ان كلمات الرب صادقة وانه من الغير الممكن ان اصل الي هذا الكمال الذي يتحدث عنه رب المجد وانا مازلت أحيا بين الناس .
فترك كل ماله وخرج لايقصد جهة معلومة فأرشده رب المجد يسوع المسيح له كل المجد الي البرية الغربية الداخلية .
وهناك قضي ابينا القديس الانبا كاراس سنين كثيرة وحده لم يبصر خلالها أنساناُ ولا حيواناً .
وكاتب سيرة القديس الانبا كاراس السائح هو ابينا القديس الانبا بموا قس شيهيت الذي كفن جسد القديسة إيلارية أبنة الملك زيتون .
وهو غير ابينا القديس الانبا بموا معلم القديسين انبا بيشوي وانبا يوحنا القصير .
أشتهي ابينا القديس الانبا بموا أن يرى واحداً من رب المجد يسوع المسيح له المجد السواح , حقق رب المجد طلبه وقال له اسرع لتلتقي بالانبا كاراس فتأخذ بركته , وساعده حتي دخل البرية الداخلية .
فأبصر ابينا القديس الانبا بموا كثيرين من القديسين , وكان كل منهم يعرفه عن اسمه والسبب الذي أتي به الي هنا .
وأخيراً تقابل مع ابينا القديس الانبا كاراس وأخذ بركته وكتب لنا سيرته المقدسة ( مخطوط بدير السيدة العذراء البراموس ) .
ويقول لنا ابينا القديس الانبا بموا : فأعلمكم يا أخواتي بما جري في يوم من الايام , جاءني صوتاً لي ثلاث مرات يقول لي : بموا بموا بموا وهنا لفت انتباهي ان هذا الصوت صوت من السماء .
فرفعت عيني الي السماء وقلت تكلم يارب فإن عبدك سامع . فقال لي الصوت : قم يابموا واسرع عاجلاً الي البرية الجوانية حيث تلتقي بالانبا كاراس فتأخذ بركته لانه مكرم عندي جداً اكثر من كل أحد لانه كثيراً ما تعب من أجلي وسلامي يكون معك .
فخرجت من كنستي وحدي وسرت في البرية الجوانية دون ان اري احداً . ولكني كنت في فرح عظيم , وفي يقيين ثابت ان رب المجد يسوع المسيح له كل المجد الذي امرني سوف يرشدني .
ومضي ثلاثة ايام وانا اسير في الطريق وحدي وفي اليوم الرابع وصلت الي مغارة مغلقة .فطرقت الباب كالعادة الاخوة الرهبان وقلت اغابي ( محبة ) بارك علي يا ابي القديس وللوقت سمعت صوتاً يقول لي حسناً هو قدومك الي اليوم ياانبا بموا كاهن شيهيت الذي استحق ان يكفن جسد القديسة إيلارية أبنه الملك زيتون .
فصرت متعجباً لمعرفته بأسمي , وفتح الباب ودخلت وقبلني وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم رب المجد ومجده ثم سألته عن اسمه وسيرته .
قال لي اسمي سمعان القلاع ولي اليوم ستون عاماً لم ابصر فيها وجه إنسان .
أقتات كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة علي الحجر الذي تراه خارج المغارة .
فقلت له : وانا متعجباً من نسكه , يا أبي هل يوجد في هذا الجبل قديس اخر يشبهك !!
فتتطلع الي وجهي واخذ يتنهد ثم قال : يا أبي الحبيب يوجد في البرية الجوانية قديس عظيم لايستحق العالم كله وطأة قدميه وهو الانبا كاراس. فقلت له : بارك علي يا أبي , وبعد ان تباركت من أبينا القديس سمعان القلاع انصرفت . سرت في البرية ثانياً ثلاثة ايام بين الصلاة والتسبيح حتي وصلت الي مغارة اخري كان بابها مغلقاً , فقرعت علي الباب وقلت : بارك علي يا أبي القديس .
فأجابني : حسناً قدومك الينا ياقديس الـله انبا بموا الذي استحق ان يكفن جسد القديسة إيلارية أبنه الملك زيتون أدخل بسلام .
فزاد تعجبي جدا ودخلت ثم جلسنا نتكلم وسألته اتري يوجد من يشبهك في هذه البرية يا أبي
فاذا به يقف ويتنهد قائلاً : الويل لي أعرفك يا أبي ان داخل هذه البرية قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء .
فسألته عن اسمه وسيرته فأجاب : اسمي ابامود القلاع ولي في هذه البرية تسعون سنه وأعيش علي هذا النخيل الذي يطرح لي التمر وأشكر رب المجد فطلبت بركته وبعد أن باركني خرجت من عنده بفرح وسلام .
واكملت طريقي في البرية الداخلية , واخيراً وجد نفسي امام المغارة في صخره وفي جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعته وقلت أغابي وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلاً حسناً انك اتيت اليوم ياانبا بموا قديس الـله الذي كفن جسد القديسة إيلارية أبنه الملك زيتون فدخلت المغارة وأخذت أنظر إليه لمدة طويلة لأنه كان ذا هيبة ووقار .
كما وصف ابينا القديس الانبا بموا كما جاء في مخطوط دير السيدة العذراء البراموس كما رآه :
واليكم الحديث الذي دار بين القديس الانبا كاراس وابينا القديس كاتب السيرة الانبا بموا : ذا لحية طويلة ضاء كالثلج . متوسط القامة . نحيف الجسم . ذا صوت خفيف . يرتدي جلباباً بسيطاً . في يده عجازاً .
الانبا بموا : السلام لك يا أبي القديس . الانبا كاراس : السلام لك . وأخذني في حضنه وقبلني وقبلته ثم قال : لقد اتيت اليوم واحضرت لي معك الموت لأن لي زماناً طويلاً وانا في انتظارك . الانبا بموا : ماهو اسمك يا أبي القديس الانبا كاراس : اسمي كاراس . الانبا بموا : وكم من السنين لك في هذه البرية الانبا كاراس : لي في هذه البرية سبعة وخمسون سنه لم أر خلالها وجه إنسان وكنت أنتظرك بكل فرح وأشتياق . ثم جلسنا نتحدث بعظائم رب المجد يسوع المسيح له المجد مع قديسيه وفي نهاية اليوم مرض قديسنا الانبا كاراس بحمي شديدة وكان يتنهد ويبكي ويقول الذي كنت اخاف منه عمري كله جاءني .
فيارب إلي ان اهرب من وجهك ! ومن روحك اين اختفي ! ما أرهب هذه الساعة ! اصنع معي كرحمتك يارب وليس كخطاياى ! .
وكنت اتعجب من كلامه هذا وكيف انه يصدر عن سائح عظيم ! ولما أشرقت الشمس اليوم التالي كان الانبا كاراس راقداً لايستطيع الحركة . وإذ بنور عظيم يفوق نور الشمس يضئ علي باب المغارة ثم دخل إنسان منيراً جداً يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس وفي يده اليمني صليب مضئ . وكنت ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس وقد تملكني الخوف والدهشة .
واما هذا الإنسان النوراني فقد تقدم نحو الانبا كاراس ووضع الصليب علي وجهه ثم تكلم معه كلاماً كثيراً واعطاه السلام وخرج . فتقدمت الي ابينا القديس الانبا كاراس لأستفسر عن هذا الإنسان له كل هذا المجد . فقال لي بكل ابتهاج هذا هو السيد المسيح وهذه هي عادته معي كل يوم يأتي الى ليباركني ويتحدث معي ثم ينصرف فقلت له : يا أبي القديس أني أشتهي أن يباركني رب المجد . فقال لي : انك قبل ان تخرج من هذا المكان سوف تري الرب يسوع في مجده ويبارك ويتكلم معك ايضاً . ولما بلغنا اليوم السابع من شهر آبيب وجد ابانا القديس الانبا كاراس قد رفع عينه الي السماء وهي تنغمر بالدموع ويتنهد بحرقة شديدة ثم قالي لي : يا أخي الحبيب ان عمود عظيماً قد سقط اليوم في صعيد مصر وخسرت الارض قديساً عظيماً لايستحق العالم كله وطأة قدميه انه القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين . فلقد تنيح بسلام ورأيت روحه صاعدة الي علو السماء وسط ترتيل الملائكة وأسمع بكاءاً وعويلاً علي ارض صعيد مصر كلها وقد أجتمع الرهبان حول جسده المقدس يتبركون منه وهو يشع نوراً . ولما سمعت هذا احتفظت به في قلبي.
وفي اليوم التاني أي الثامن من آبيب اشتد المرض علي ابينا القديس الانبا كاراس وفي منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل إلينا مخلص العالم وامامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة واصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور. وكنت جالساً عند قدمي الانبا كاراس فتقدم السيد المسيح له كل المجد وجلس عند رأس القديس الانبا كاراس الذي امسك بيد مخلصنا اليمني وقال له : من اجلي ياربي والهي بارك عليه لأنه قد أتي من كورة بعيدة لأجل هذا اليوم فنظر رب المجد إليه وقال : سلامي يكون معك يابموا وتحل عليك بركتي الذي رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به .
وقال رب المجد : الآن ياحبيبي كاراس أريدك ان تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك . فقال له الانبا كاراس : ياربي لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنييت ان أنظر داود النبي وانا في الجسد . وفي لمح البصر جاء داود النبي وهو يمسك بيده قيثارته يترنم بالمزامير بصوته الجميل , وبينما القديس الانبا كاراس في ابتهاج عظيم إذ بروحه تخرج من جسده المقدس الي حضن مخلصنا الصالح الذي اخذها وأعطاها لرئيس الملائكة ميخائيل . ثم ذهبت انا بموا وقبلت جسد القديس الانبا كاراس وكفنته , فأشار لي رب المجد بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكته بتراتيل وتسابيح امام روح القديس وتركنا الجسد في المغارة . ووضع رب المجد يده عليها فسارت كأن ليس لها باب قط يفتح ثم اعطاني السلام : وصعد الكل الي السماء بفرح وبقيت انا وحدي واقفاً في هذا الموضع حتي غاب عني هذا المنظر الجميل . وبعدها رجعت ماراً بمغارة الانبا ابامود القلاع والانبا سمعان القلاع حتي وصلت جبل شيهيت وقصصت علي الاباء كل ما رأيته وسمعته . ثم جاءتنا رسالة من صعيد مصر بنياحة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين في 7 آبيب كما رآه الانبا كاراس السائح . وتعيد كنيستنا في 8 آبيب في كل عام بأبينا القديس الانبا كاراس السائح كما تذكره في مجمع التسبحة اليومي.
اذكروني في صلوتكم مأخوذ من كتاب ابناء كاروز الديار المصرية | |
|