marco المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 614 نقاط : 1813 التقيم : 11 تاريخ التسجيل : 05/08/2010
| موضوع: انفصال الكنيسة الغربية عن الاتحاد بالشرقية الخميس مارس 03, 2011 8:51 pm | |
| انفصال الكنيسة الغربية عن الاتحاد بالشرقية الأسباب التي هيأت انفصال الكنيستين
المملكة الرومانية في دور قبل المسيح وفي زمن المسيحية كانت منقسمة تماما الى قسمين شرقي وغربي. وهذا الانقسام كان سببه اختلاف قبائل سكان كل من الشطرين. ففي الشطر الأول كان غالبي السكان من اليونا وفي الثاني لاتين او متليتنين وكل قسم له طبيعة خاصة وميول حياة وفعالية خاصة. والكنيسة المسيحية التي انتشرت في كل المملكة ظهر انها انقسمت الى قسمين: شرقي وغربي بسبب اختلاف السكان واختلاف أخلاق الشعوب وآدابها وميولها وآراءها وما أشبه. ومنذ أول أزمنة المسيحية نرى في الكنائس الشرقية والغربية بعض خصائص تميز الواحدة عن الأخرى. وأبرز هذه الخصائص ظهورا هو الاختلاف في اتجاه الثقافة الكنسية. فالكنائس الشرقية سمحت باشتراك العقل في قضية الإيمان وابتعدت غالب الأحيان عن الدرس العلمي في عقائد الايمان, وبالإجمال لم تهتم بالمسائل اللاهوتية النظرية . ولكنها وجهت انتباها عظيما الى جهة المسيحية الخارجية الى الطقوس والنظام والادارة وعلاقة الكنسية بالمملكة وبالجماعة وما أشبه. في الكنائس الشرقية عند حل المعضلات اللاهوتية ظهرت هرطقات وبما أنهم لم يهتموا في الغرب بالمسائل اللاهوتية لم يظهر تقريبا هرطقات. وحيث انه لم يكن هناك فهم المسيحية عقليا فظهرت انقسامات فقط. الرئاسة الشرقية اجتهدت في دحض كل الهرطقات ووضع تعليم ايمان ارثوذكسي على مبادىء ثابتة. والرئاسة الغربية اجتهدت بكل الوسائل الممكنة المحافظة على الترتيبات الكنسية وأن تضع نفسها في حالة غير متعلقة بالسلطة العلمانية أن تقوي تأثيرها على الجماعة وعلى المملكة, و بالاختصار كان في الكنيسة الشرقية مصالحها ورغباتها وفي الغربية مثلها . وهذا الاختلاف في مصالح ومقاصد كنيستي القسمين الشرقي والغربي من المملكة قسمهما فيما بينهما وليس لدرجة تحسبان معها غريبتين الواحدة عن الأخرى. فوحدة الايمان والأسرار وكل الترتيب الكنسي ربطتهما مع بعضهما زمنا طويلا في وحدة تامة.كان يمكن أن يكون انقطاع كل اتصال بين الكنيستين الشرقية والغربية عندما تهدم احداهما وحدة الإيمان والأسرار والترتيب الكنسي. ولسوء حظ كل العالم المسيحي قد هدمت الكنيسة الغربية هذه الوحدة وانفصلت عن الارتباط بالكنيسة الشرقية . ومما قيل سابقا يظهر كيف أن الكنيسة الغربية في مدى عدة قرون أخذت تدخل بالتدريج أمورا جديدة وتحريفا في الحقل العقيدي والطقسي والقانوني. هكذا منذ القرن السادس حتى القرن الحادي عشر تثبت في كل الكنائس الغربية التعليم عن انبثاق الروح القدس ومن الابن مثل هذا التحريف في العقائد المسيحية الأساسية كانت الكنيسة المسكونية الشرقية ومعها الغربية تعتبره هرطوقيا وكانت تفرز المتمسكين بأمثاله من جمعيتها. ثم ان الكنيسة الغربية انفردت بكثير من الأمور الطقسية_الصوم في السبت واتمام الافخارستيا على الفطير واتمام سر مسحة الميرون بواسطة الأسافقة فقط وعدم زواج الإكليروس وما اشبه واخيرا في الحقل القانوني ادخلت الكنيسة الغربية أمورا جديدة غريبة: جعلت البابا رأسا وحاكما اعلى لكل الكنيسة المسكونية والتعليم عن رئاسة البابا وجعله اعلى من المجامع المسكونية خفض كل الترتيبات الكنسية التي وضعها الرسل والآباء وتحقيق ذلك بالعمل يمكن ان يقود وقد قاد الكنيسة الغربية الى تحريف كل تعليم الإيمان وكل المسيحية لأن شخصا واحدا يمكنه دائما أن يضل , وبحسب سلطته المطلقة,غير حاسب لأحد حسابا, يمكنه أن يدخل تعليما جديدا وطقوسا جديدة وترتيبا كنسيا جديدا. وعلى هذه الصورة يمكنه أن يعطي الكنيسة ليس ذاك الشكل الذي أعطاها اياه مؤسسها السيد يسوع المسيح والرسل. فهذه الضلالات والانحرافات عن الأنظمة الكنسية العامة باضافته الى الاختلاف الموجود من قديم في طبيعة واتجاه الحياة والفعالية بين الكنيسة الشرقية والغربية هيأت الكنيسة الغربية انفصالها عن الاتحاد مع الكنيسة الشرقية
المصدر:كتاب تاريخ الكنيسة -سمير نوف
إقرأ المزيد {بدع وهرطقات قديمة} انفصال الكنيسة الغربية عن الاتحاد بالشرقية الأسباب التي هيأت انفصال الكنيستين الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية | |
|